المعتقدات الكنعانية لـ خزعل الماجدي

تكاد العقائد الكنعانية تشك لموقع القلب في العبادة الشامية القديمة لخصوصيتها وسعة تراثها ودرجات تنوعها المدهشة في مختلفة مدنها وفتراتها التاريخية.. فهي تشمل التراث الروحي لمدن شرق المتوسط الساحلية ومدن جنوب المتوسط الأساسية.. هذا التراث الذي يمتد منذ الألف الثالث قبل الميلاد وحتى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد.

وهذا الكتاب يناقش الكثير من المسلمات الخاصة بالتاريخ والعقائد الكنعانية فيبحث في الفصل الأول تاريخ الأقوام وأصولها القديمة، كما سرد المراحل التاريخية للكنعانيين مرواً بفينيقيا وانتهاءً بقرطاج. ويحلل في الفصل الثاني عبارة المثولوجيا الكنعانية فيتحدث عن هيكل الآلهة الكنعانية بمختلف مشاربها الأوغارينية الفينيقية والبونية، كما ويتحدث عن طبقات شجرة الأنساب، ووضع انحدراها وتسلسلها الدقيق من ألآلهة القديمة الكون إلى جيل إيل ومن معه، ثم جيل بعل، ثم أشكال وأبناء بعل (البعول). وبعد ذلك يلقط ما يقرب من (40) رمز ديني كنعاني ويعيد تخطيطه وشرحه ودلالته وخصوصاً رموز الآلهة التي تمثل أقصى التجريدين الروحي والفني.

كما وتناول الأساطير الكنعانية بالتفصيل فعرض للخليفة الكنعانية من خلق الكون والعناصر الأربعة وخلق أنصاف الآلهة والتنين، ثم خلق الإنسان بعدها يعرض لأساطير الإله إيل ودورته المثولوجية وكذلك لبعل ودورته المثولوجية.. كما يعرض للكائنات الأسطورية غير الإلهية مثل الشياطين والكائنات الخرافية وغيرها.

وكان الفصل الثالث مقتصراً على القصص والملاحم الكنعانية، فدرس الآباء والبشر المؤلهين والأبطال منذ بدء الخليقة قبل الطوفان وبعده، ثم في أوغاريت ثم في فينيقيا ثم في قرطاج وهم أبطال بنحدرون في الغالب من نسل الآلهة أمثال كرت ودانيال وامتهات وأوروبا.. الخ. أما في الفصل الرابع فتناول دراسة الاهوت الكنعاني بدءاً من المؤسسة الدينية التي تشمل الآلهة في السماء ومعابدها في الأرض وكهانها وهم يصلون السماء بالأرض، ثم عرج على الشعب المختار لأيل والأضاحي وعلاقة الإله بالإنسان والأصنام وعقائد ما بعد الموت في عالم آخر… وفي الفصل الخامس تلمس بعض أوجه الشرائع والأخلاق الكنعانية التي كانت تشكل المكونات الثانوية للعابدة الكنعانية.